للواقع حلاوته :)

خلود : بناات بنات .. سمعتوا آخر خبر ؟!..

سمر : وش عندك يا أم الاخبار .. لا ما سمعنا ..

خلود : سعـــــــاااد انخطبت ...

هنا : احلفي .. الدبة ما قالت لي ..

سمر : و أنا أقول وش عندها اليوم المحاضرة يمين و عيونها يسار .. خخخخ شكلها تفكر بحبيب القلب !..

ههههههههههههههههههههه

كــــانتــ تلكــ

حلقة درامية لطالما تكررت بينهن منذ دخولهن عالم الكلية ..
ذلكـ الصرح الكبير ..
الذي منذ دخلن فيه .. تغيرت أفكارهن .. اختلفت مشاعرهن .. فتحت أمامهن آفاق جديدة ..
مسارات حياتهن في توسع دائم .. فهذه خطبت .. و تلك حفل زفافها قد قرب ..

و لطالما تخللت أحاديثهن تعليقات و ممازحات يختتمنها بضحكات تدوم طويـــلا ..
و تظل ذكرى حلوة عالقة في صدورهن ..

كن يتسابقن دوما لمن خطبت حديثا في مجموعتهن المرحة و يحاصرنها بأسئلتهن الفضولية التي لا تنتهي : " ها يا فلانة .. اعترفي شسمه .. وش يشتغل .. و أهم شي شكله .. تكلمينه ؟ يكلمك ؟ ... نبي السالفة كلها من طقطق للسلام عليكم "!

و هكذا يستمرن في إطلاق الضحكات و التعليقات .. و يضعن الامور دوما في قوالب مرحة بسيطة ..

و لطالما كن يتتابعن في ذكر الشروط التي يرغبنها في زوج المستقبل ..

سمر : أنا أهم شي عندي يكون حساس و رومانسي ..

خلود : حركااات يالرومانسي !.. أنا والله أهم شي يكون كفو و بوظيفة زينة .. و إذا حصل رجل أعمال يكون أحسن .. خخخخخخخخ ..

هنا : اممم .. أنا أهم شي عندي الشكل .. أبيه أبيض .. طويل .. وسيم .. رشيق .. و يلبس بدلات كشخة ..

خلود : شرايك تسوين طلبية و تاخذين عارض أزياء ؟!..

سمر : والله يا هنو ما عندك سالفة .. انتي بس تبين الواحد يلبس هالجينز و يحط جل هذي الكشخة عندك ..

خلود : ههههه اي والله صادقة ..

لم تهتم هنا لما أخذن يتفوهن به من ثرثرة ..
و راحت تسبح في خيالاتها الوردية .. و ترسم المواصفات المثالية لفارس المستقبل ..
و التي لا يمكن أن تتنازل عنها ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~
~~~~~~~~~~~~~~

سمر : هنوووو .. لا لااا ما أصدق .. علمتي البنات ؟..
هنا مبتسمة : لا ما يدرون ..
سمر : بنااات ... خبر الموسم .. هنو .. تملكت !.....
خلود : كللللللللوييييييييييش ... متى ؟ و كيف ؟ و منهو هذا ؟ يلا نبي كل شي بالتفصيل المملللللل !...
هنا : هههه طيب وحدة وحدة .. . امممم .. من وين ابدا .. طيب..
هو اسمه أحمد .. عمره 25 .. بآخر سنة بالجامعة .. لكن عنده بيزنس بسيط يشتغل فيه ..
خلود : لاااااااااا .. ما يكفي .. كيف شكله؟ عندك له صورة ؟..
هنا : ههه إيه يالدبة جايبة صورتنا يوم الملكة لاني أدري انك ما راح تفكيني من لقافتك ..^_^

فتحت حقيبتها لتخرج الصورة ..
صورة أحمد .. ذلك الشاب اليافع .. طويل .. و بدين نوعا ما .. أبيض البشرة .. يزين محياه شعر ذقنه الفاتح .. و عينيه الكحيلتين .. و ابتسامة رائعة ارتسمت على شفتيه الورديتين ..
كان مظهره هادئا مريحا .. معتزا بثوبه و (غترة) بيضاء زادت من سكينة محياه ..
و بجانبه بالصورة تلك الحالمة .. هنا ..البيضاء الرقيقة .. ذات الملامح الطفولية الهادئة .. و قد غدت كأميرة صغيرة مدللة .. و على الرغم من ذلك البون في مظهرهما إلا أنهما كانا متآلفين جدا ... فغدا أحمد بهيئته الكبيرة .. يحتوي نعومة هنا .. ليكونا ثنائيا رائعا ....

و ما إن أخذنها حتى شهقن جميعا ..

سمر : هاذاااا ؟!..
هنا : إيه .. ليه شفيه؟
خلود : لا ما فيه شي .. بس وينه ؟ ما فيه صفات عارض الازياء اللي دايما تتشرطينها .. و خصوصا إنه مو لابس بدلة و لا حاط جل .. خخخخخخخخخ
هنا : يوووه من تعليقاتك يا خلود .. المهم .. شرايكم فيه؟
سمر : والله ما عليه مملوح ماشاءلله و شكه راكد .. بس غريبة وش صاير بالدنيا يا هنا وش اللي غير رايك؟؟
خلود : أنا أقول الموضوع فيه إنَّ .. يلا بئي البحصة و قولي لنا وش السر؟؟؟؟
هنا : يوووه من حنتكم .. ما لكم شغل ..أهم شي انه عاجبني ..
خلود : امممم .. تحبينه ؟!.. ^__*
هنا مبتسمة : الصراحة .. أموت عليه !..
سمر : أووووه حركااات .. مو هينة البنت خخخخ .. يلا الله يتمم عليكم بخير .. الا ما قلتي لي .. وش راح تسوين بحفل زواجك؟
هنا : هو قال لي نوفر فلوس الحفلة و نروح نتمشى فيها و نسافر أحسن ... و أنا كذا رايي
خلود : معقولة !... هنا الدلوعة تتنازل عن الحفلة الاسطورية اللي تتكلم عنها ؟..
هنا : الصراحة مادري وش أقول لكم..
صراحة كل الكلام اللي كنت أقوله .. أحلام بنات ..
بس الواقع شي ثاني ..
من أول يوم انخطبت فيه و تعرفت على أحمد .. نسيت كل شي كنت قايلته ..
حسيت إني أحبه و عاجبني زي ما هو ..
أسلوبه ..طيبته .. حنيته .. شكله .. عيونه .. حتى طريقة كلامه .. كل شي فيه خلاني أحبه ..
بصراحة مادري كيف كنت أفكر قبل .. مادري شلون كانوا ذولاك الهيلق عاجبيني ؟؟
خلود : ههههه عشان تصدقين لا قلت إنك بعالم ثاني ..
سمر : يلا .. أهم شي تحبينه و هو يحبك .. و عسى ربي يوفقكم مع بعض ..

.................................
..........................................

و بعد شهر أقامت عائلتيهما حفلة زفاف بسيطة ..
و تزوجت هنا أحمد .. و منذ ذلك اليوم .. ركنت أحلامها و خيالاتها الوردية .. و تفرغت ..
لحب أحمد .. أحمد فقط ...... ,,

و هكـــــــذا ..
و مع مرور الايام ..
تتسع الحياة للتسع معها العقول ..
و تستوعب ..
أنه ليس كل ما يتمناه الانسان في خياله
قد يكون سبب سعادته ..

فللواقع حلاوته أيضا ..

بالنهاية ,,

الخيال شئ ..
......... و الواقع شئ آآخر ..

^____________^

يعطيج العافيه حبيبتي
ولاتحرمينا من يديدج